التفاعل مع القرآن الكريم لكتاب الله تعالى هيبةٌ، وجلال، لا يساميه فيهما كتاب آخر مهما كان، فهذا الكتاب المُعجز استطاع أن يأسر الناس بقراءته، وبالاستماع إلى تلاوة آياته الكريمة، فكيفما تفاعل الإنسان مع هذا الكتاب العظيم؛ سيجد له نوراً يضيء له دربه، ويهديه سبل الرشاد.
يُعتبر سماع القرآن الكريم واحداً من طرق التفاعل الجميلة، خاصّة وأنّه لا يحتاج إلى تفرُّغ تام؛ إذ يمكن سماع الآيات تُتلى بالتزامن مع أداء المهام الحياتيّة المختلفة، على عكس قراءة القرآن التي تحتاج إلى تفرُّغٍ تام لها. أثَّر سماع القرآن الكريم في نفوس كفّار قريش، فقد ورد أنّهم كانوا يتسابقون لاستراق وسماع بعض الآيات العطرة وهي تنساب من فم الرسول الأكرم محمد -صلى الله عليه وسلم-، ومن هنا فإنّ لهذا النشاط الراقي العديد من الآثار الوَاضحة في حياة الإنسان.
أثر سماع القرآن الكريم - تتنزَّل الرحمة والسكينة من الله تعالى على الإنسان، ومن غَشِيَته رحمة الله تعالى جعله مصدر رحمةٍ للآخرين، فمن يستمع إلى آيات هذا الكتاب المُعجز، يلين قلبه، ويصير أكثر خشية لله؛ فكلمات القرآن هي الأسمى، والأكثر تأثيراً في النفس الإنسانيّة، وإذا خرجت هذه الكلمات من حنجرةٍ ذهبيّة -كما يُقال-، فإنّها عندئذٍ ستقتحم القلب دون استئذان، لتستقرّ فيه، فتحيله إلى قلب رحيم، ومصدرٍ من مصادر الخير، والبركة على الآخرين.
- ينال به الإنسان الأجر العظيم؛ فسماع الإنسان للقرآن في كل وقت فيه تقرُّب من الله تعالى، ورغبة في تحصيل الأجر والثواب منه وحده، ومن هنا فإنّ الله تعالى يكافئ هذا الإنسان بأن يقرّبه منه، ويجعله من العباد الصالحين.
- يُصبح الإنسان أخلاقياً أكثر عند التعامل مع الناس من حوله؛ فالقرآن الكريم هو مُعلِّم الأخلاق الأول، الذي إن فهمه الإنسان ووعاه صار إنساناً مثاليّاً لا نظير له، وهذا كلّه يعكس صورةً حسنة عن الإنسان، وعن دينه، وعن القرآن الكريم.
- يُعتبر سبباً من أسباب هداية الإنسان؛ فإذا سمعه غير المسلم الساعي وراء الحقيقة اهتدى -بإذن الله- إلى النّور الذي لا يفنى، وإذا سمعه المسلم الضال رجع وعاد إلى طريق الحقّ، والخير، فهو يُصحّح مسار الإنسان أيَّاً كان.
- يُبعد الإنسان عن المحرمات مهما كانت، وعلى رأسها: الغيبة، والنميمة، والكلام الذي تقطر حروفه فساداً، وإفساداً.
- يُحسِّن من ذائقة الإنسان، ومن قدرته على تذوّق الجمال؛ فالقرآن الكريم جمالٌ مطلق، وهو مصدر للجمال، ومن هنا فإنّ الاستماع إليه يرتقي بحسِّ الإنسان الجماليّ، ويبعده عن كل المقبوحات قولية كانت، أم فعلية.